كتل خشبية تحترق في كوة بأحد أركان الغرفة، تستعر النار فيها فيتمازج صوت الاحتراق بالحرارة المنبعثة منها، ولتكون مع جلسة السمر حولها حالة من الوجد المصحوب بذكريات الأهل والأحبة في لقطة كادت أن تختفي من بيوتنا العربية التي أصبح ساكنوها مشغولين بسباق الحياة واللهاث وراءها. وعلى الرغم من اعتماد العديد منا على وسائل أخرى في التدفئة، إلا أن المدفأة تبقى جزءاً من ديكور عدد لا يستهان به من المنازل، التي تحرص على وجودها به حتى ولو من باب الديكور وتزيين المكان، على اختلاف مواد صنعها ما بين الحجر أو المعدن أو الخشب. ترتبط المدفأة في تاريخ السجلات البشرية، الى جانب وظيفة بعث الحرارة في أيام البرد القارس، بمهمة تسخين الطعام وإعداده، ومكان تناوله أيضاً في ليالي الصقيع، وهو ما جعل بدايتها تكون ضخمة بعض الشيء، الأمر الذي انعكس على أشكالها. أما اليوم ومع تنوع ثقافات الشعوب وحجم المنازل وأذواق كل فئة، فقد تقلص حجمها وتنوعت الأشكال التي تقدم بها في ديكور المنازل بما يتناسب وطبيعة أثاثه وألوانه وميول اصحابه.